باتت تسوية المنازعات التجارية من خلال التحكيم التجاري وسيلة فعّالة لحل النزاعات بشكل أسرع وأكثر مرونة، حيث أن هناك تكامل بين منظومة القضاء وبين منظومة بدائل تسوية المنازعات في ظل النقلة النوعية التي تحدث في المملكة العربية السعودية والازدهار في الاستثمار في الأنشطة التجارية.
في هذا المقال نتعرف على معنى التحكيم التجاري ومميزاته والفريق بين التحكيم والتقاضي، وكذلك دور المحامي في التحكيم التجاري.
ما هو التحكيم التجاري؟
التحكيم التجاري هو وسيلة بديلة لتسوية المنازعات التجارية بعيدًا عن القضاء التقليدي، يتم ذلك من خلال اختيار الأطراف المتنازعة شخصًا أو أكثر (المحكمين) للبت في النزاع وتحديد الحل المناسب له وفق قانون الأعمال، وهو من أكثر الوسائل تفضيلًا لدى المستثمرين لتسوية المنازعات التجارية
يتمتع المحكمون بصلاحيات واسعة لتحديد القواعد والإجراءات التي يتبعونها، بشرط أن تكون متوافقة مع الاتفاقيات الموقعة بين الأطراف، ويعتبر التحكيم الخيار الأنسب للنزاعات التي تنطوي على مسائل تجارية أو تعاقدية بين الشركات أو الأفراد.
مميزات التحكيم التجاري
المرونة في الإجراءات
التحكيم يوفر مرونة كبيرة في اختيار القواعد والإجراءات التي سيتم تطبيقها، حيث يمكن للأطراف المتنازعة الاتفاق على القوانين التي تحكم النزاع، والمكان الذي يتم فيه التحكيم، ومدة الإجراءات، مما يجعل العملية أكثر تناسبًا مع احتياجات كل طرف، هذه المرونة تتيح للأطراف حل نزاعاتهم بطريقة تتناسب مع ظروفهم التجارية والمالية.
السرية والخصوصية
التحكيم التجاري يتمتع بطابع سري، مما يعني أن جميع تفاصيل النزاع، بما في ذلك الأدلة والمستندات والمرافعات، يتم التعامل معها بشكل خاص دون أن يتم نشرها أو الكشف عنها للجمهور. هذه الخصوصية تعد من المزايا الكبيرة للمستثمرين، خصوصًا في حال كانت النزاعات تتعلق بمعلومات تجارية حساسة أو سرية.
السرعة في تسوية المنازعات
من أبرز مميزات التحكيم التجاري أنه يُعتبر أسرع من التقاضي التقليدي في المحاكم، حيث يتم تحديد موعد لإجراء التحكيم بشكل سريع، مما يسهم في حل النزاعات بسرعة، ويقلل من الوقت الذي قد يستغرقه النزاع في المحاكم التقليدية التي قد تكون عرضة للتأجيلات والبطء في الإجراءات، مما يشجع المستثمرين على اختيار التحكيم كوسيلة لتسوية منازعاتهم.
الفرق بين التحكيم والتقاضي
التحكيم والتقاضي وجهان لعملة واحدة حيث أنه أحد أركان قانون الأعمال، لذا يعد التحكيم التجاري مساعد وشريك في تحقيق العدالة الناجزة ولكن بالطبع هناك فروق جوهرية، إليك أهمها:
التحكيم هو عملية رسمية لحل النزاعات بديلة للقضاء حيث يحدد طرف ثالث محايد حقوق والتزامات كل طرف بناءً على الأدلة المقدمة من كلا الجانبين.
فهي عملية رسمية أكثر من الوساطة أو المصالحة، ولكنها أقل رسمية من إجراءات المحكمة في المملكة العربية السعودية، يمكن إجراء التحكيم من خلال مركز تحكيم أو من خلال التحكيم الحر لـ تسوية المنازعات.
دور المحامي في التحكيم التجاري
المحامي أحد الأعمدة الأساسية في عملية التحكيم التجاري، وهذه أبرز أدوار المحامي في التحكيم التجاري:
تقديم استشارات قانونية متخصصة
من أهم مهام المحامي في التحكيم التجاري هو تقديم استشارات قانونية متخصصة للأطراف المتنازعة، سواء كانوا مستثمرين محليين أو دوليين.
المحامي يساعد عملاءه على فهم خياراتهم القانونية المتاحة، وكيفية تسوية المنازعات التجارية بأفضل طريقة ممكنة، قد يتضمن ذلك توجيههم لاختيار التحكيم كوسيلة لتسوية النزاع، إذا كانت هذه هي الطريقة الأنسب، أو تقديم استشارة حول القوانين والأنظمة الخاصة بالتحكيم في المملكة العربية السعودية أو الدول الأخرى المعنية.
إعداد وتقديم الوثائق والأدلة
أثناء إجراءات التحكيم، يقوم المحامي بإعداد كافة الوثائق القانونية الضرورية مثل المذكرات القانونية، وأدلة الإثبات، والمرافعات، مما يساهم في بناء قضية قوية لصالح العميل.
ويتطلب التحكيم التجاري تسليم مستندات قانونية معقدة، ويكون للمحامي دور كبير في ضمان تقديم هذه الوثائق بطريقة صحيحة ومتماشية مع القواعد والإجراءات المعمول بها في مركز التحكيم.
التحليل العميق للعقود والبنود التحكيمية
يقوم المحامي بتحليل العقود والبنود التحكيمية بعناية فائقة وفق قانون الأعمال قبل الشروع في أي إجراءات تحكيمية، ذلك لأن العقود التجارية قد تحتوي على شروط تحكيم تتطلب اهتمامًا خاصًا، مثل تحديد مكان التحكيم، القانون الواجب تطبيقه، أو شروط النزاع.
يمكن للمحامي أن يقدم نصائح حول كيفية صياغة هذه البنود بشكل يضمن حماية حقوق العميل في حال حدوث نزاع مستقبلي، كما يمكنه مساعدتهم في التفاوض على شروط التحكيم المناسبة التي تُناسب مصالحهم.
تنفيذ الأحكام الصادرة
بعد صدور حكم التحكيم، يواصل المحامي دوره في مساعدة العميل على تنفيذ الحكم، سواء في المملكة العربية السعودية أو في دول أخرى.
في حال كان الحكم صادرًا لصالح العميل، يتعين على المحامي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ الحكم، بما في ذلك متابعة إجراءات التنفيذ في المحاكم المحلية أو الدولية، كما يمكنه التعامل مع أي عقبات قد تواجه تنفيذ الحكم في دول أخرى عبر تطبيق اتفاقية نيويورك لتنفيذ أحكام التحكيم الدولية.
خاتمة
دور المحامي في التحكيم التجاري لا يقتصر على مجرد تقديم المشورة القانونية، بل يشمل أيضًا القدرة على إدارة العملية التحكيمية بشكل كامل لضمان حقوق العميل وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في النزاع التجاري.
يعتبر التحكيم التجاري في المملكة العربية السعودية وسيلة فعّالة وآمنة لـ تسوية المنازعات التجارية، حيث يقدم مزايا كبيرة من حيث السرعة، المرونة، الخصوصية، والتخصص.
شركة رباب المعبي للمحاماة والاستشارات القانونية
تقوم شركة رباب المعبي للمحاماة والاستشارات القانونية بتوفير مجموعة واسعة ومتكاملة من الخدمات القضائية والاستشارات القانونية والتحكيم التجاري، والملكية الفكرية والعلامات التجارية، والتوثيق والصلح والوساطة، بطرق مبتكرة، وغير تقليدية لتحقيق أعلى معايير الجودة.
كيف تتواصل معنا؟
نسعد بتلقي اتصالاتكم واستشاراتكم عبر الأرقام التالية:
- 966504647649+
- 966570773999+